آخر الأخبار

عادات إختيار الزعيم القبلي في شبوة.. إرثٌ يأبى الاندثار (تقرير خاص)

المهرية نت - خاص - عوض عتش
الخميس, 25 أبريل, 2024 - 06:05 مساءً

العادات والتقاليد جزء أصيل لا يتجزأ من الموروث الشعبي لبلد كاليمن، فهناك عادات وتقاليد يتشارك فيها أهل البلد جميعًا في بعض مناحي الحياة، وهناك أخرى تتفرد بها كل محافظة يمنية عن غيرها.

 

وتُعد عادة (التنصيب القبلي) أو اختيار شيخ جديد للقبيلة من الأمور التي تتباين وتتنوع عاداتها، وفي محافظة شبوة نجد الكثير من الطقوس في هذه العادة التي تعارفت عليها القبائل.

 

إختيار شيخ القبيلة

تستمد القبائل في محافظة شبوة استقرارها وقوتها من دساتيرعرفية تتوارثها جيلاً بعد جيل في أمور الشجاعة والبسالة، والدفاع عن المظلوم، وصيانة العرض والشرف، واسترداد الحقوق.

 

وتحت هذه الصفات يتم اختيار من يدير شؤون القبيلة، وغالباً ما يتم توارث هذا المنصب في حال توفي شيخ القبيلة باختيار نجله الأكبر خلفًا له، وفي حالات أخرى كثيرة يتم التوافق على اختيار من تراه القبيلة أهلا لقيادتها، ويكون من أفراد العائلة التي يعود نسبه إلى القبيلة نفسها إذا توفرت فيه الصفات القيادية لأنها ما إن توافرت في شخص ما حتى ميّزته عن باقي أفراد القبيلة، وأهّلته لسيادتها.

 

في لقاء خاص أجرته المهرية مع الشيخ ناصر مقانص الربيزي أحد مشائخ قبيلة العوالق في شبوة يقول إن نظام القيادة القبلية يستوجب اكتمال الصفات القيادية في الشخص الذي يتم التوافق على توليته شؤون القبيلة، أن يكون كريماً معطاءً متواجداً في مقدمة الصفوف في مختلف القضايا التي تواجهها قبيلته، متزناً غير مائل لأي طرف أو فخذ من قبيلته على حساب الطرف الآخر، كما يحرص على حل مشكلاتهم، وفضّ نزاعاتهم، وصون سيادة القبيلة.   

 

مراسيم الاحتفال

من المظاهر الإحتفالية التي تعارف عليها المجتمع القبلي في محافظة شبوة، نصب المخيمات الكبيرة، وتهيئتها لاستقبال جموع المهنئين للمنصب الجديد (العاقل الذي يتم اختياره) والذين يتوافدون من مختلف المناطق والمديريات في المحافظة، واستقبالهم بحفاوة، وغالبًا ما يبادر فرد من القبيلة الوافدة بإلقاء الزوامل وقصائد المديح بمآثر ومناقب الشيخ السلف وقبيلته، ومواقفها المشرّفة، ويتم استضافتهم، وتقديم وجبة الغداء لعم، والتي غالبا ماتكون من لحوم الإبل مع الأرز أو لحوم الاغنام.

 

وبعد الانتهاء من وجبة الغداء تبدأ المراسيم النهائية بقيام شخص كبير في السن يتم اختياره بإلباس الشيخ الجديد عمامة الزعامة، ووضعها على رأسه إيذاناً بتوليه مقاليد المنصب الجديد بشكل رسمي.

وأثناء ذلك الاحتفال يواصل الشعراء إلقاء القصائد ومزجها (بالمحف)، وهي رقصة شعبية تُعد من أبرز الرقصات الشعبية في شبوة، حيث يبدأ الرجال بترديد الألحان بصوت واحد مع الدوران بصحبة الشيخ الجديد يتخلّلها غناء جماعي، وهو عبارة عن ترديد كلمات القصيد بطريقة معينة وهادئة.

ويقول عبدالناصر الهمامي مستشار محافظ شبوة، في حديثه لـ "المهرية نت"، إن القبائل في شبوة لاتزال تحافظ على تلك العادات الأصيلة، وتؤكد على عمق الروابط الاجتماعية بين أفراد القبيلة الواحدة، والتي جعلت من كل قبيلة وحدة متكاملة تخضع لشيخ القبيلة ولمجموعة العادات والتقاليد.

 

وأضاف الهمامي أن تلك العادات تمثّل القانون القبلي التي نتجت عنه مجموعة من المواصفات الأخلاقية والاجتماعية والأسرية، مؤكّدًا أن التماسك المجتمعي في شبوة أساسه القبيلة، إذ أنها الرافد الأساس لتثبيت مداميك النظام، ومساعدة الدولة على أداء مهامها دون إقلاق أو زعزعة للسلم المجتمعي.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية