آخر الأخبار

معركتنا مع القوى العفنة

الإثنين, 15 أبريل, 2024

الكتابة ليست ترفا فكريا، بل هي مسؤولية بمعناها الواسع، هي وعي وفكر ينطلق على شكل مفردات وعبارات، ان تكون اضاءة تنير العقول، او تكون تشويش لأفكار والمواقف، الكتابة هي حاجة ملحة للإجابة على أسئلة الواقع، تضع الكاتب في تحدي مع حالة هذا الواقع من بؤس والم، ان يكون طبيبا ماهرا في تحليل الحالة وضع وصفات العلاج، او ان يكون مشرطا ساما يدمي الجروح ويضاعف من البؤس والالم، وفي كل الأحوال الكاتب هو أكثر الناس تضحية، لأنه كتاب مفتوح يقرأه الجميع دون استثناء، وهو عرضه للنقد والتصنيف.
  المزعج اليوم ان نتعرض لهجوم شرس بسبب افكارنا وقناعاتنا وكتاباتنا، بطريقة غير مباشرة من قوى الفساد والانتهاكات والسطو البسط والبغي والطغيان ، التي تدس لنا ادواتها لتراقبنا في فعاليتنا الثقافية والجماهيرية، وتسجل كل تحركاتنا، وترصد خلافاتنا مع الاخرين، لتستخدم غضبهم للإيقاع بنا، وبحكم شعبيتنا واحترام الناس لنا، تبدأ الهجمة بتشويه السمعة، والتصنيف السياسي، والبحث عن خلافات صغيرة مع البعض لتكن فرصة لجرك للمخفر، وفجأة تم استدعائي بدعوة قدمها زميل يدعي انه معنا في النشاط الثقافي العدني، وقدم لنا قبل سنيين بعض الأدوات، وعندما طالب بها ابدينا استعدادنا لتسليمها بشكل رسمي وبورق استلام وتسليم، ولكن رفض الورق وذهب ليقدم شكوا للمخفر، الى هنا والموضوع سهل يمكن تسليمه ما يريد بكل يسر وسهولة.

  لمشكلة في المخفر تحولت القضية لاتهام وتصنيف سياسي، وتم عرض فيديوهات لمقابلات تلفزيونية واحتجاجات جماهيرية كنا قد اقمناها مثل مسيرة الشموع، واعتبارها مستندات اتهام لأثارة القلاقل والتحريض ضد السلطة والعسكر، وبفضل الله الذي واهبنا القدرة على الدفاع عن آراؤنا وقناعاتنا تلك، وانها ليست سوى دفاع عن حق الناس وحقوق المواطن في العيش الكريم وسبل الحياة التي هي من مسؤولية من يدعي انه يحكم ومسيطر، وجهة نظر وجدت تفهما لبعض من تبقى من رجال الدولة المحترمين، واستطاعوا ان ايقاف هذه المهزلة المعدة لاتهامنا واهانتنا واعتقالنا قبل العيد بثلاثة أيام. 

  انها محاولة كسر لإرادتنا وقناعاتنا، لن تسقطنا بل ستقوينا، وستكون محطة للانطلاق ومواصلة المشوار للدفاع عن عدن ومجتمعها المدني، للدفاع عن حقوق الناس وارادتهم، لمواصلة المشوار الثقافي لتشكيل الوعي الجماهيري برفض العنف والاستبداد واحتكار السلطة، وعي يتصدى للفساد بكل اشكاله السياسي والمادي والثقافي، لحماية القيم والمبادئ والاخلاقيات من التفسخ والسقوط في والانحلال.

  لا ندعي اننا قوة، نحن شريحة سلاحها الفكر والقلم، وتوجه بالحجة، نحاول ايقاد شموع هنا وهناك، تنير لنا وللناس طريق الحق، نحاول ان نمهد المسار لتغيير حقيقي، وقطع دابر الفتن التي بدأت تستفحل لتسيطر على المشهد العام، نتصدى للكراهية والعنصرية وكل اشكال البغي والطغيان. نحن على ثقة اننا ليس وحدنا في هذه المعركة، هناك رجالا ونساء معنا في الهدف والرؤية والمعركة ضد تلك القوى العفنة، وسياتي اليوم و ستثمر جهودنا جميعا لوعي سيقلب المعادلة راسا على عقب لصالح الشعب المغلوب والوطن الغالي على كل نفس صادقة وروح طاهرة، كل وطني حر لن يقبل بغير وطن يستوعب كل أبنائه، يدافع عن حق الاخرين قبل ان يدافع عن حقه، ويعرف ان الانتصار للوطن هو انتصار لجميع مشارفه السياسية والفكرية والثقافية، في وطن لا يوجد فيه منتصر ومهزوم.
*هذا المقال خاص بالمهرية نت