آخر الأخبار

القهوةُ اليمنية زينةُ المائدة الرمضانية ومذاقها الفريد لدى سكان الريف!

الثلاثاء, 26 مارس, 2024

لاشيء يمكنه أن يكون بديلًا لمذاق القهوة اليمنية  مع حبات التمر في وقت الفطور، لذة مرارة القهوة مع حلاوة طعم التمر تصنعان مذاقًا  فريدًا يشعرك بحيوية لا مثيل لها وبانتعاش يبدأ من اللسان ثم يسري في الجسد  رويدًا رويدًا، سريان العافية في الجسد المتعب؛ هكذا يجد عشاق القهوة اليمنية   مذاقها في شهر رمضان، أولئك المحبون لها يقدسون حضورها على السفرة الرمضانية عن أي شيءٍ آخر؛ فهي الزينة الجميلة  التي تزين هذه السفرة بدفئها الحنون وخيوط دخانها المتصاعد من داخل الفنجان وبرائحتها الفريدة من نوعها  التي تصنع عالمًا من الجمال المذاقي العريق لعشاق البن اليمني.

ما تزال القهوة اليمنية لها الصدارة   في الحضور على السفرة الرمضانية لدى الكثير من الأسر اليمنية التي ما تزال تتمسك بحبها لهذا المذاق الفريد وخصوصا لدى سكان الريف الذين لا يستغنون عنها في شهر رمضان أو غيره؛ على الرغم من توفر الكثير من أنواع العصائر الطبيعية والصناعية، التي جعلت البعض الآخر يعزف عن شرب القهوة؛ ساعيًا وراء المشروبات الباردة المتنوعة، وعلى الرغم من ارتفاع سعر البن لدى المزارعين ولدى الباعة في الأسواق.

تتعدد أصناف البن اليمني وتختلف نوعياته بين جيدة ورديئة، والجميل أن عشاق القهوة يدركون ذلك تمامًا فيبدؤون بشراء وتحضير بن القهوة الرمضانية  من شهر شعبان، وذلك بانتقاء أجود أنواع حبوب البن ومن ثم تحضيرها بأيديهم، وتجد للريفيين طريقتهم الخاصة في تحضير تحضير البن؛ إذ لا يعتمدون على المطاحن والمعاصر المتطورة، وهم في الوقت نفسه يرون أن تلك الآلات تفسد مذاق البن وتضيف له نكهة غير مرغوبة بالنسبة لهم.


وتحضير البن في ريف اليمن يتم عن طريق وضع الحبوب في وعاء مغلق( القدر أو الإبريق ) ثم يترك على الجمر الخالي من اللهب مع التحريك حتى يتم القلي،  وتَعرف نساء الريف استواء البن على النار إما عن طريق الرائحة أو عن طريق تغَير لون حبات البن، وبعد ذلك يترك فترة حتى يبرد ومن ثم يتم طحنه على حجر مخصص للبن، أو على الآلة الحديدية التي يتم فيها طحن البن بالطريقة اليدوية، والتي تسمى في ريف تعز (بـالملكد).

الجميل في الأمر أيضًا أن سحق البن في ريف اليمن  بالعادة لا يتم بطريقة فردية،  وإنما بطريقة جماعية؛ إذ تجتمع الكثير من النساء حول حجر البن أو الآلة الأخرى( الملكد)،  كل واحدة تنتظر دورها بعد أن تكمل الأولى سحق بنها، والتي ما حالفها الحظ في شراء البن لسبب أو لآخر، يحالفها الحظ لدى تلك النسوة في الحصول على حفنة صغيرة أو أقل من ذلك، كما أن لصاحبة حجر البن حق في نيل كمية قليلة من المقبلات عليها لأجل سحق البن؛ فحجر البن لا يوجد إلا في بيوت قليلة.


تظل للقهوة قيمتها الكبيرة وحضورها البهي الذي يطغي على حضور الكثير من الأشياء لدى اليمنيين، كما أن غيابها يحدث فراغًا كبيرًا لدى الكثير منهم.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده