قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن مياه البحر الأحمر ممر دولي مهم لنقل البضائع والطاقة، ويجب الحفاظ على سيادة وسلامة أراضي الدول المطلة عليه بما فيها اليمن

وأفاد في المقابلة التي أجرتها اليوم معه شبكة الجزيرة أن صيانة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر لأمرٌ يسهم في الحفاظ على انسياب سلاسل الصناعة والإمداد العالمية ونظام التجارة الدولية، ويتفق مع المصالح المشتركة لدول المنطقة والمجتمع الدولي.

وأعرب الجانب الصيني عن انشغاله الشديد إزاء التصاعد المتواصل للأوضاع المتوترة التي يشهدها البحر الأحمر منذ فترة، وما نتج عن ذلك من التداعيات السلبية على مصالح دول المنطقة لا سيما الدول المطلة على البحر الأحمر، وزيادة المخاطر الأمنية في المنطقة برمتها، والتأثيرات السلبية على انتعاش الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن الجانب الصيني يتبنى موقفا واضحا للغاية من الوضع في البحر الأحمر، ويمكن تلخيصه في النقاط الأربع التالية أولها: وقف عمليات تستهدف السفن المدنية التي تعبر البحر الأحمر، ولا توجد أي حجة تبرر استهداف المدنيين.

وتابع: في النقطة الثانية يجب على المجتمع الدولي أن يحافظ سويا على سلامة الملاحة في مياه البحر الأحمر وفقا للقانون، ويجب على كافة الأطراف أن تلعب دورا بناء في تهدئة التوتر في البحر الأحمر.

وبين أن النقطة الثالثة يكمن السبب الجذري فيها وراء تصاعد الوضع في البحر الأحمر في صراع غزة، فمن الضروري تحقيق وقف إطلاق النار ومنع القتال في غزة في أسرع وقت ممكن، بما يحدّ من امتداد تداعيات الصراع من جذوره.

وأوضع أن النقطة الرابعة تتعلق بضرورة الحفاظ الجدي على السيادة وسلامة الأراضي للدول المطلة على البحر الأحمر بما فيها اليمن.

وأكد أنه ومنذ تصعيد الوضع في البحر الأحمر، يبقى الجانب الصيني على التواصل مع كافة الأطراف، وقد بذل جهودا حثيثة من أجل تهدئة التوتر فيه. يهتم الجانب الصيني بالمطالب المشروعة لدول المنطقة خاصة الدول المطلة على البحر الأحمر، ويحرص على تعزيز التنسيق مع دول المنطقة، ويعمل سويا مع المجتمع الدولي على مواصلة لعب دور بناء في استعادة السلام والأمن والأمان في البحر الأحمر في يوم مبكر.

وقال: لا بد من الإيضاح أن عمليات مرافقة يقوم الأسطول البحري الصيني بها لا علاقة لها بالوضع الحالي في البحر الأحمر. جاء ذلك في إطار مهمة مرافقة في خليج عدن والمياه قبالة الصومال فوضها مجلس الأمن الدولي.

ومنذ عام 2008، أرسلت القوات البحرية الصينية 45 دفعة من أساطيل بحرية على التوالي متكونة من أكثر من 150 سفينة، وهي أكملت بشكل ممتاز مهام طرد القراصنة والإغاثة الإنسانية، مما قدم مساهمة إيجابية في الحفاظ على سلامة الملاحة في المياه المعنية.

 وسيواصل الجانب الصيني تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، والحفاظ على سلامة الممر البحري الدولي، وبذل جهود دؤوبة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بخطوات ملموسة.