آخر الأخبار

رثاء واسع لرحيل الشاعر الكبير ياسين البكالي وإشادة بمشواره الأدبي (رصد خاص)

المهرية نت - رصد خاص
الخميس, 15 مايو, 2025 - 04:44 مساءً

توفي الشاعر والقاص اليمني ياسين البكالي، عن عمر ناهز 48 عاماً، في العاصمة صنعاء بعد تدهور حالته الصحية؛ إذ كان يعاني من مضاعفات مزمنة نتيجة إصابته بمرض السكري، وأُسعف إلى أحد مستشفيات صنعاء قبل أن يتوفى هناك فجر اليوم الخميس.

 

ويُعد ياسين البكالي من الأصوات الشعرية البارزة في اليمن خلال العقدين الماضيين، هو من مواليد محافظة ريمة عام 1977، ودرس الفلسفة بجامعة صنعاء، حيث تخرج منها عام 2000.

 

وكان البكالي أصدر عدداً من الدواوين الشعرية، منها "أحزان موسمية"، و"رمق آيل للحياة"، وشارك في عدد من الفعاليات الأدبية داخل اليمن وخارجها، كما نال عدة جوائز بينها جائزة رئيس الجمهورية للشعر عام 2008 وجائزة السنوسي الشعرية عام 2018.

 

وأشاد العديد من المثقفين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بالشاعر الراحل، واعتبروا رحيله خسارة لليمن. 

 

وكتب الإعلامي إبراهيم العامري: هناك محطات في حياة هذه الشخصية الاستثنائية فهو أستاذ وشاعر وقاص و روائي وفيلسوف.

 

وتابع: هذه المحطات يجب التوقف عندها والاستفادة منها لنتعلم كيف نتجاوز الأوقات الصعبة التي قد تطرأ على حياتنا دون سابق إنذار، 

 

ربما كان لموهبته الشعرية الناضجة دور في تجاوز الأوقات الصعبة وربما فلسفته الخاصة في الحياه طورت قدراته الذهنية وحسّنت أفكاره الأدبية في أحلك الظروف وجعلت من تلك الأوقات الاستثنائية مصدر المهم له.

 

وقال: تأملت كثيرا وقارنت حياة أشخاص مبدعين تحطمت نفسياتهم وتلاشت قدراتهم الإبداعية في عواصف الزمن والظروف التي مروا بها ولكن الشاعر البكالي استطاع أن يحعل من الظروف القاسية والأوقات الصعبة مصدرا للإلهام مستندا على جدار من الإيمان الراسخ في كيانه ووجدانه إيمانا بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه ايمانا استطاع به ان يتجاوز الاوقات الاشد قسوة في حياته فخمس سنين من المعاناة ليست بالفترة القصيرة.

 

بدا في نظم الشعر في العام 2000م وكانت أولى قصائده في 2001م بقصيدة بعنوان مايو وشجون الحب وهذه بعض أبياتها:

 

مايو أيا صحوة الأمجادِ في ذاتي

ويا نسيماً تلقّتْهُ عِباراتي

 

قلْ لليمانين إنّ الشمس ما غرُبتْ

إلا وأشرق مايو في مساءاتي

 

قل لليمانين إن الحرب ما ابتدأتْ

إلا وكبَّرَ مايو فوق موجاتي

 

قل لليمانين إن الطير ما سكرت

إلا وغرد مايو في حديقاتي

 

وأن آلاتِنا الشمّاءَ ما صنعتْ

إلا وزمجر مايو في مُعدّاتي

 

قل لليمانين إن نامت ثقافتُهم

فإن مايو غدا ربَّ الثقافاتِ

 

قل لليمانينَ أني عاشقُ فطَنٌ

وأن مايو غدا أحلى عشيقاتي

 

 

وكتب الشاعر يحيى الحمادي: مات صديقي الشاعر الكبير ياسين محمد البكالي، بعد أن كتب وجعه وأذاعه كما ينبغي، لكن لم يقرأه أحد، صرخ في قصائده حدّ الحجة، وتعامى وتصامى الجميع عنه.

 

وأضاف "واليوم يبكون عليه وكأنهم كانوا بجواره، ليست المرة الأولى التي يموت فيها، لكنها الخاتمة، رحل منكم وفي قلبه خذلان لن تمحوه دموعكم"... إلى الخلود يا ياسين

 

 

كما كتب عمار الرزيقي: يوم حزين جدا بوفاة الصديق الشاعر ياسين محمد البكالي رحمة الله عليه.. تعازينا ومواساتنا لكل أهله وذويه ومحبيه وأصدقائه.. إنا لله وإنا إليه راجعون

 

وكتب الصحفي عامر الدميني: رحمك الله الأخ والصديق والزميل ياسين محمد البكالي.

 

وقال: خبر رحيلك صادما، رحيل مبكر بطعم المرارة، وقبل الاكتمال، وفي ذروة العطاء.

 

وأضاف الدميني: كان شاعرا مميزا، استطاع حجز مكانته في قائمة رفيعة من الشعراء، على مستوى اليمن والوطن العربي.

 

 

وتابع: عرفته في 2015، ولم نلتقي وجها لوجه، لكن التواصل عبر الهاتف كان مستمرا، في مناسبات وغيرها.

 

 

ومضى متحدثاً عن البكالي: صاحب شعر غزير، ومعان مؤثرة، وحس وطني، وانتماء عروبي.. نسأل الله أن يتغمده بواسع الرحمة، ويسكنه فسيح الجنان.

 

من أبياته:

وأُدركُ أنني سأنالُ حظي 

من الدنيا بلاداً شبهَ منفى

 

ولكنّي أُحاولُ أن أراني

كتاباً للسعيدةِ ليسَ حرفا

 

تثاقلتِ الشجونُ عليَّ حتى

هربتُ إلى الأمامِ فكانَ خلفا

 

ومن أقواله:

أنا يا ربِّ لستُ أقولُ شيئاً

‏سوى الحمدِ الذي لا بُدَّ مِنهُ

 

‏أتيتُكِ والأوامرُ والنواهي 

‏يُحدّثُها الرضا عنّي وعنهُ

 

‏فهبنِي خيرَ ما يرجوهُ عَبدٌ

‏يُحاولُ أن يتوبَ ولم يَكُنْهُ

 

‏إلهي والمُنى سطرٌ ببالي

‏بدونِكَ ليسَ لي معنىً وكُنْهُ

 

 

وكتب الشاعر زياد القحم: وداعًا يا صديقي الوفي، وداعًا يا رفيق الشعر والقهر، خسارتنا كبيرة، وفاجعتنا مريرة.

 

وكتب الشاعر زين العابدين الضبيبي: كان يمشي بمحاذاة الموت منذ عشرين عامًا، وكأن كل قصيدة كتبها هي أيام يستقطعها من عمره، مرات كثيرة استعدته من فم الموت وكدت أن أموت معه، شاعر مسكون بالقلق والطفوله، طرق كل الأبواب ليعيش أو ليتعايش مع الأدوية والأمراض الكثيرة التي أنهكت جسده.

 

وأضاف: اختلفنا كثيرًا واتفقنا أكثر على المحبة دائما وكنا على أمل اللقاء.

 

وقال: ياسين محمد البكالي هو الشاعر الوحيد الذي كان يسافر للعلاج لا لقراءة الشعر، ويشكو من سوء علاقته بالأنسولين.. عشنا معًا وتقاسمنا نفس الغرفة والهم والدموع كان يضحكني حد البكاء لبراءته وعفويته التي أضرت به كثيرًا. رحمة الله تغشاك يا صديقي يا قلب القصيدة اليمنية.

ونعاه الشاعر والأديب محمد إسماعيل الأبارة قائلًا:

يا صديقيَ

حتما سألقاك

حتما سنلقى لدى الله، ما لم نجد في غياهب هذي الدنا الفانيةْ

حيث ثمة للحب معنى وللكلمات وللأحرف الحانيةْ

يا صديقيَ

حتما سنلقى بلادا نحط بأفيائها رحلنا آمنين ونلقي قصائدنا الساميةْ 

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي