آخر الأخبار
استقالة بن مبارك من رئاسة الحكومة تلقى تفاعلاً واسعاً في الأوساط اليمنية (رصد خاص)

السبت, 03 مايو, 2025 - 06:58 مساءً
في فبراير 2024 عيّن مجلس القيادة الرئاسي أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة خلفاً لمعين عبدالملك، وجاء حاملاً معه شعارات لمحاربة الفساد، وإجراء الإصلاحات الإدارية والتعافي الاقتصادي، لكن فترته القصيرة شهدت مزيداً من التدهور خاصة في جانب الخدمات الأساسية، والعملة الوطنية.
اليوم، وبعد 15 شهراً قال بن مبارك إنه قدم استقالته للمجلس الرئاسي بعد استدعاءه للرياض، وبعد أنباء ترددت كثيراً عن توافق المجلس على إقالته.
وراجت استقالة بن مبارك في الوسط الصحفي، كما غرد مئات الناشطين والمتابعين معلقين على فترة تولي الرجل رئاسة الحكومة، وماشهدته، وخاصة مكامن الخلل.
الصحفي عبدالرحمن أنيس كتب: كنت أتمنى أن يُقدم أحمد عوض بن مبارك استقالته طوعًا قبل أن تتم إقالته ..لكنه تأخر حتى مرت 24 ساعة من توقيع قرار الإقالة، وأعلن استقالته ظهر اليوم بعد أن أصبح فعليا في حكم المُقال، ووقعها بتاريخ قديم.
وأضاف عبدالرحمن أنيس "الآن، يقف مجلس القيادة الرئاسي أمام خيارين حاسمين: إما أن يعتمد تاريخ استقالة الدكتور أحمد بن مبارك وفقًا لما ورد في رسالته المؤرخة بـ1 مايو، رغم أنه لم يقدّمها رسميًا إلا اليوم ووقعها أمام رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وبهذا تُعد الحكومة بكاملها مستقيلة، ويصبح لزامًا تشكيل حكومة جديدة من اول وجديد، وإعادة لملمة أعضاء مجلس النواب من عواصم العالم الى عدن لمنحها الثقة، كما حدث في عام 2022. أو أن تُعتبر الاستقالة غير قائمة دستوريًا، لأنها قُدّمت بعد توقيع قرار إقالته رسميًا.
وقال: إن التغاضي عن حسم هذه المسألة يُلقي بظلال من الشك على الوضع الدستوري للحكومة الحالية، إذ إن استقالة رئيس الوزراء تعني تلقائيًا استقالة الحكومة بأكملها وتتحول الى حكومة تصريف أعمال.
الصحفي عامر الدميني كتب: لن يستطيع أي رئيس للحكومة النجاح وتحقيق أي خطوات للاستقرار والأمان مادام الرأس نفسه خربان. ومادامت الآليات عقيمة، والبلد دون سيادة مالية على ثرواته، والمحاصصة تتحكم بكل شيء.
وأكد الدميني أن ما يجري هو تبديل للوجوه، وتغيير للأشخاص، بينما مسببات الخلل قائمة، وموجبات الفشل ثابتة.
وقال: تخيل حجم الكارثة وأنت ترى حكومة ومجلس قيادة يتصارعون بينما الشق الآخر من البلد تجري فيه معركة بحضور دولي واسع!.
وكتب الصحفي صلاح السقلدي تعليقاً على الاستقالة: أهم من استقالة أحمد عوض بن مبارك هو ما ورد فيها من إتهام صريح للرئيس العليمي ومجلسه الرئاسي، حين قال بن مبارك انه لم يتم تمكينه من تنفيذ مهامه.
وقال رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن عادل الحسني: لم أكتب عنه حرفاً من قبل، وقد فشلت حكومته في كل الملفات ولقد كان على رأس حكومة تابعة للتحالف وفرّط في سيادة البلد، وتركها بين تقاسم نفوذ سعودي وإماراتي، تحت إشراف أمريكي مباشر… وهو جزء من هذا كله.
واستدرك بالقول: لكن من باب الإنصاف أحمد عوض بن مبارك لم يتكبر، لم يتجبر، وكان بسيطاً متواضع جداً في عدن. لم يسرق أرضاً، لم يبسط على حوش، لم يمتلك ميليشيا مسلحة، ولم يتفاخر في شوارع عدن بمدرعات إماراتية.
وتابع: كل مشكلته أنه اقترب من ملفات الفساد، ومن عصابات المافيا. وهنا اجتمع كبارهم عليه، وعلى رأسهم رشاد العليمي (أداة السعودية) وعيدروس الزبيدي (أداة الإمارات) حتى نجحا في إسقاطه.
وقال الحسني: نعيش اليوم مرحلة نادرة في تاريخ اليمن: مجلس رئاسي وحكومة يتم اختيارهم خارج أطر الدستور والقانون والبرلمان، يتم تعيينهم بقرارات من الخارج، ويتم إسقاطهم بوشايات دمى، لا أكثر ولا أقل. لكن سيجعل الله للناس فرجاً ومخرجاً.
وكتب الصحفي فتحي بن لزرق: في ذمتي شهادة، وأشعر أن من واجبي المهني، ومن باب الأمانة الصحفية، أن أصدع بها جهارًا، لا خوفًا ولا مجاملة. إن سألتني، بكل تجرد، هل أحمد عوض بن مبارك “فاسد”؟ سأقول لك بملء الفم: لا، لم يكن يومًا كذلك.
وأضاف: نعم، للرجل أخطاء إدارية، وربما قصور في إدارة الأولويات، وربما لم يُحسن التعاطي مع مشهد بالغ التعقيد، لكنه لم يكن سارقًا، ولم تمتد يده إلى المال العام، ولم يُعرف عنه أنه تكسّب من منصبه، أو بنى مجدًا شخصيًا على أنقاض الدولة كما فعل غيره.
وتابع: من يعرف سيرته ويتابع حضوره، سيدرك جيدًا أنه جنّب خزينة الدولة مليارات كانت تُهدر في عبث المحسوبين على السلطة. أوقف عبث محطات الكهرباء المؤجرة، التي كانت تستنزف موارد الدولة بلا طائل. مزّق عقود نقل النفط المخالفة، وأبرم أخرى أكثر عدلًا وإنصافًا. أوقف نزيف الصرفيات التي كان بعض الوزراء يعبثون بها دون وازع أو رقيب.
من جانبه قال الصحفي أصيل سارية: بن مبارك من 2012 يسعى وراء المنصب.. لعب بكل شيء من أجل المنصب.. تقرب من الحوثيين والإصلاح والانتقالي والسعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا وسجل مكالمات الرئيس هادي لما كان مدير مكتبه من أجل يكون رئيس وزراء.
وأضاف: في الأخير ثبت فشله وقدراته الضعيفة في الإدارة وكل شيء وأيضاً شخصيته الضعيفة المستقوية بالسفراء.
وتابع: "الحاجة الوحيدة اللي نجح فيها هي توزيع شلته كسفراء وسفيرات في دول العالم وايضا توزيعهم كموظفين وموظفات في المنظمات الدولية ومكتب المبعوث. غير ذلك الرجل فاشل وعليه شبهات فساد ولم يقدم شيء للشرعية غير المشاكل".
الصحفي محمد السامعي كتب: نتفق أو نختلف مع الدكتور بن مبارك، لكنه كان صادقًا تمامًا حينما قال إنه : "لم يستطع القيام بعمله وفقًا للصلاحيات الدستورية، وواجه الكثير من الصعوبات والتحديات في اتخاذ القرارات اللازمة".
وأضاف: حتى الدكتور رشاد العليمي نجزم أنه يواجه العديد من الصعوبات ولا يستطيع القيام بعمله وفقًا للصلاحيات الدستورية الممنوحة له..
وتابع: كذلك رئيس الوزراء المتوقع بديلًا وزير المالية الحالي سالم بن بريك سيواجه نفس المعضلة وسيفشل!.
وأكد السامعي قائلًا: لا تستطيع أن تنجح أبداً وأنت بلا قرار وظهر عسكري وسياسي مهما كانت مؤهلاتك وقدراتك ونياتك السليمة.
وكتب علي البخيتي: بعزل بن مبارك من رئاسة الوزراء نستطيع أن نقول أن عهد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي إنتهى لحد ما، فقد كان أحمد بن مبارك مثل أحمد علي بالنسبة للرئيس السابق صالح، يمثل الدولة العميقة، وبقائه كان يعني بقاء نظام هادي وإعاقة عمل خلفه الرئيس رشاد العليمي، ومن اليوم لا عذر للعليمي.
وأضاف: في الحقيقة أنه تم عزل بن مبارك، واستقالته "التي أرّخها بأثر رجعي" محاولة لعمل مخرج مشرف له ووضع عقبة دستورية حتى لا تبقى الحكومة الحالية وتعتبر مستقيلة وفقًا للقانون، ويحتاج معها الرئيس رشاد العليمي لتشكيل حكومة جديدة بالكامل، مع أني أتوقع أن يتم التعامل مع الأمر باعتباره عزل لا استقالة، وبالتالي يتم تعيين رئيس وزراء فقط مع بقاء وزراء الحكومة.
الصحفي والباحث السياسي يحيى الأحمدي كتب: قال لي ذات يوم أحد المسؤولين، حينما سألته عن مشكلتهم مع أحمد بن مبارك.. قال: ابن مبارك جاء يشتي يعمل نفسه دولة، إي والله..!
وأضاف: كانوا خلال 8 سنوات في مهمة البحث عن مصالحهم الخاصة، وتسوية أوضاع العيال، وكل مسؤول يأتي عليه أن يعمل وفق هذه الاستراتيجية، فلما جاء شخص، ربما فكر بتجاوز هذا الأمر، ورفض التعامل بالواتساب، وطالبهم بالعودة، رفضوا حضور الجلسات، وقاطعوه وتوحدوا جميعا ضده حرصا على المصلحة العليا لهم ولعيالهم.. حتى من كانوا يؤمنون بالوطن لم يصمدوا، بل انحازوا لبطونهم وجيوبهم، وقالوا: للوطن رب يحميه..
