آخر الأخبار

أزمة المياه.. معاناة قاسية تنهك السكان في ريف تعز (تقرير خاص)

معاناة جلب المياه في اليمن _أرشيف

معاناة جلب المياه في اليمن _أرشيف

المهرية نت - خاص
الخميس, 27 يناير, 2022 - 09:05 صباحاً

يعاني  سكان الأرياف في اليمن من شحة المياه الجوفية  في فصل الشتاء جراء انعدام الأمطار وقلة نسبة المياه في مناطق المرتفعات الجبلية. 

 

ويشكو العديد من الريفيين حجم المعاناة  التي يتلقونها في الحصول  على  المياه لأسرهم، في ظل ظروف قاسية أنتجتها حرب مستمرة منذ نحو سبع سنوات. 

 

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن  اليمن واحد من أكثر البلدان معاناة من شحة المياه في العالم، إذ تؤثر أزمة المياه على الملايين يومياً.

 

ويلجأ يوميا أكثر من 15 مليون شخصاً إلى طرق مكلّفة ومستهلكة للوقت في سبيل  الحصول  على ما يكفيهم من المياه.

 

ويقول المواطن عز الصوفي "22عاما" يسكن في مديرية شرعب السلام  بمحافظة تعز " نعاني الكثير من الصعوبات في الحصول على المياه خصوصاً في أيام الشتاء حيث يذهب الكثير من الأهالي إلى مناطق بعيدة عن القرية للبحث عن المياه. " 

 

وأضاف للمهرية نت " أنا شخصيا أذهب إلى مناطق بعيدة جداً لجلب الماء لأسرتي   مع بعض أهالي  القرية ، آخذين معنا حمير  نضع فوق كل واحد"  دبتين  من 20لتر" بسبب وعورة الطريق." 

 

وتابع "  نجد أمام الماء أناساً كثيرين من قرى أخرى يصطفون في طابور ؛ ونمكث في انتظار دورنا  لفترات طويلة، وأحيانا نعود من دون  الحصول على الماء جراء بعض المشكلات التي تحدث من قبل بعض الأهالي ومن المسؤول على الماء  ." 

 

وأردف " في السابق كان يوجد مشاريع تنموية   تستهدف سكان القرى في صناعة خزانات  لخزن المياه في فصل الصيف لاستهلاكها في الشتاء مثل مشروع الصندوق الاجتماعي للتنمية ،  لكن بسبب الحرب توقفت المشاريع التنموية ." 

 

ويعد عز الصوفي واحدآ من ملايين السكان الريفيين الذين عانوا من انعدم المياه. 

 

* مياه في مناطق وعرة

 

وفي المناطق الجبلية الوعرة ، اضطرت الكثير من النساء  إلى جلب  الماء فوق رؤوسهنَّ من مناطق بعيدة تقدر بالكيلو مترات إلى المنازل  خصوصاً مع انعدام الوسائل البديلة .

 

وفي السياق ذاته ، يقول المواطن "سليم عبدالله أحمد"  يسكن في  مديرية جبل حبشي بتعز  إن : "عزلة عدينة وخصوصا قرية الجرف  تعاني من شحة  المياه  في فصل الشتاء بشكل كبير ، ويضطر الأهالي إلى الذهاب إلى مناطق بعيدة لإحضار  الماء   ." 

 

وأضاف للمهرية نت " النساء في القرية يذهبنَّ كل يوم  إلى مناطق  بعيدة تقدر بمسافة واحد كيلو متر تقريباً بحثاً على الماء ، و يحملنَّ فوق رؤوسهن الماء " دبة  20 لتر" ويعٌدنَّ إلى المنزل ، وأحيانا يعُدنَّ بدون ماء ، وذلك لأنه  مقسوم أسراب كل مرة لأشخاص محددين  ." 

 

وتابع " الطريق وعرة جدا ولا تسمح بوصول وسائل نقل الماء " الوايتات" ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الحمير حيث أصبح سعره 100ألف ريال أو أكثر في الوقت الحالي ." 

 

وتمنى من فاعلي الخير و من المنظمات أن يقوموا بإصلاح شبكة مياه توصل الماء إلى جميع قرى جبل حبشي. 

 

*انعدام المياه يقسو على النساء 

 

وبسبب الحرب  التي أدت إلى  ارتفاع أسعار المشتقات النفطية و حملت المرأة الريفية الكثير من الأعباء الثقيلة في البحث عن المياه لأسره‍ن . 

 

يقول الناشط نزار محفوظ إن " الأرياف اليمنية تعاني  من وعورة الطريق وانقطاع مشاريع المياه منذ سنوات جراء الحرب الدائرة في البلاد وارتفاع أسعار المشتقات النفطية." 

 

وأضاف للمهرية نت " كل هذه الأسباب وغيرها تقف حاجزا منيعاً أمام الكثير من الأسر في الحصول على المياه وخصوصا مديرية المعافر الواقعة غربي محافظة تعز ، تعاني من أزمة كبيرة في  المياه ." 

 

وتابع "  نتيجة لذلك، تضطر المرأة في القرية إلى الذهاب يومياً لجلب الماء من العيون  والآبار البعيدة ، والتي تبعد مسافات طويلة تُقدّر بثلاثة كيلومتر تقريبا  وبعضها أكثر من ذلك، حاملة على رأسها دبة عشرين لتر وفي يدها دبة خمسة لتر ." 

 

وتابع" تسبب انقطاع المياه في ارتفاع نسبة الأمية في أواسط النساء ، كما تعاني الكثير من نساء الأرياف من أمراض العمود الفقري أثناء عملية إحضار الماء ." 

 

وأردف " ساهمت بعض المنظمات الإنسانية ومنها  منظمة" رائدون للتنمية" في التخفيف من معانات المواطنين من خلال توزيع خزنات  للاستفادة من مياه الأمطار ." 

 

 وناشد جميع المنظمات الإنسانية المساهمة في بناء خزانات مياه للأهالي كي يخزنوا فيه المياه من الصيف إلى الشتاء. 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية