آخر الأخبار

ما لا تعرفوه عن قناة المهرية

الاربعاء, 10 أبريل, 2024

انتهى موسم رمضان بالنسبة للقنوات الفضائية اليمنية هذا العام، وهو موسم يتجدد كل سنة، وتسعى كل قناة فيه لتقديم بضاعتها، من خلال الباقات البرامجية التي تقدمها، وعلى رأسها بالتأكيد الدراما، المتجسدة بالمسلسلات، والتي تحتل موقع الصدارة في كل قناة، ثم باقي البرامج.
 
وكالعادة تكتظ السوشيال ميديا بالتحليل والتنظير للأعمال التي تقدمها كل قناة، وهي من جانب تعد ميزة لنقد تلك الأعمال، وإمداد إدارة القنوات بالملاحظات، لتلافيها ومعالجتها في أعمال قادمة، وتعكس أيضا متابعة الجماهير واهتمامها وتقييمها، ووجهة نظرها، لكن ما يعيبها هنا إما حالة النقد القادمة من أشخاص لا علاقة لهم بمثل هذه الأعمال الخارجة عن اختصاصهم، أو صدورها من أشخاص لا يقدمون النقد، بل ينتقصون من أعمال الأخرين، لدوافع متعددة.
 
لن أتحدث هنا عن أي قناة يمنية، وسأتطرق فقط لقناة المهرية، وهي القناة التي أكملت موسما رمضانيا جديدا هذا العام، امتدادا لنجاحها في مثل هذه المواسم السنوية منذ انطلاقها، على الرغم من عمرها القصير في بلاط الإعلام التلفزيوني اليمني.
 
ولن أتطرق لموسم المهرية هذا العام، فكل أعمالها في الشاشة، وموجودة في منصاتها المتعددة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبإمكان المهتم بتقييم محتواها العودة لتلك الصفحات، أو استخدام الأدوات التقنية المساعدة لاستكشاف ما حققته من أرقام وحضور في هذا الموسم الرمضاني.
 
سأتحدث هنا عن الجدل المتصل بها، والذي ظهر منذ لحظة ميلادها، وهو جدل تردده ألسن مريضة، دون خجل، وتجند في سبيل ذلك العديد من الملتحقين بها، للترويج لإشاعات كاذبة، وأحكام مسبقة، بغرض النيل من القناة، وإدارتها وطاقمها، ناهيك عن التشكيك بخطها التحريري، وغيرها من العناوين العريضة التي يصدروها من وقت لآخر، بمسميات ودعاوى عديدة.
 
نتحدث عن المهرية كمشروع ولد في أحلك لحظات يعيشها اليمن، فجاءت متسقة مع حاجة وطنية ملحة، ولتملأ فراغ ظل متروكا، وسط مشاريع إعلامية موزعة، وفقا لخارطة الصراع والأطراف المحلية والخارجية، وهو ما جعلها تستشعر هذا الوضع، وتعطيه حقه من التغطية والتناول عبر سلسلة باقات برامجية، وتغطيات خبرية متواصلة، تمثل اليوم مرجعا تاريخيا مهما لكل تفاصيل المرحلة الراهنة.
 
المهرية اليوم مشروع انطلق، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وتجاوزت البدايات ومراحلها، لتنطلق إلى رحاب مؤسسي واسع ومتنوع ومتجذر، بخط واضح جعلها مميزة عن غيرها من القنوات، فهي لا تنتمي لبيئة الشللية التقليدية في الإعلام، التي أقنعت نفسها أنها الأفهم والأقدر والأجدر في تسيير العمل الإعلامي داخل اليمن، وغيرها مجرد عاجزون فاشلون، ولا تنتمي للكيانات الحزبية الموجهة، أو الإعلام الممول المكبل بالقيود والخطوط الحمراء، أو الإعلام المناطقي الجهوي، وهذا بحد ذاته جعلها عُرضة للمهاجمة والإساءات المتكررة، من كل هذه الدوائر، التي ذهب بعضها للقول أن المهرية لن تصمد أكثر من ستة أشهر.
 
ولعل أبرز ما ميز المهرية منذ انطلاقها أنها تعمل تحت قيادة شابة وطموحة، جاءت هي الأخرى من خارج الأسوار التي ذكرتها مسبقا، ولديها كل الشغف للنجاح، والأمر ذاته ينطبق على موظفيها الذين التحقوا بالعمل في إداراتها وأقسامها، ومثلت لهم المهرية مدرسة أولى ورئيسية في العمل، والانطلاق نحو المهنة والمستقبل، وباتت تشكل لهم وللكثير مدرسة صحفية رائدة.
 
ولذلك ترى المهرية حاضرة في ألسنتهم، وأقاويلهم، من وقت لآخر، بسبب أو بدون سبب، وتوجه لها الانتقادات في التفاصيل البسيطة، والتي إذا وقعت في قنوات أخرى لا تلقى نفس الاهتمام والشيطنة والتناول، فقط تصبح مع المهرية موضوعا رائجا، حتى وإن كان ذلك غير صحيح.
 
أما الإشاعة المفضلة لدى هؤلاء، وهي بالمناسبة بدأت منذ اليوم الأول لانطلاق القناة، فتتمثل بالحديث عن أزمة مالية تواجهها المهرية، أو كما قال أحدهم "اختناق مالي"، وهو حديث مشبوه، يصدر من جهات معينة، سعت للترويج له طوال الفترة الماضية، ولاتزال مستمرة، بينما تكذب هذا الوقائع، وإنجازات القناة، وخارطتها البرامجية، واستقرار موظفيها، واستمرار عملها بكل انسيابية وهدوء ونجاح.
 
المسار التحريري للقناة كان هو الآخر محط جدل لم يتوقف، ولا يخبو حتى يعود من جديد، وهي حالة من الشيطنة المقصودة من أطراف لها مصلحة في هذا الأمر، أو مدفوعة بالحقد والخصومة، أو جموع مخدوعة تنساق مع الموجة دون أي تفكير أو حصافة.
 
وللتوضيح هنا حول هذا الأمر، فمثلما تحررت المهرية من قيود التبعية التي تكبل كثير من القنوات سواء كانت داخلية أو خارجية، وتعيش داخل دائرة حمراء، فقد انعكس هذا أيضا في المهرية على مسارها التحريري، فهي تنتمي لكل اليمن، وتتواجد حيث يقع الحدث، فتنقله للجمهور، وتغطيه بالخبر والتقرير والتحليل والمداخلة، في نوافذ مفتوحة أمام الجميع، دون استثناء، ولعل أرشيف القناة في منصاتها بوسائل التواصل الاجتماعي شاهدا على مواكبتها للأحداث، وتغطيتها للتطورات، وحضورها حيث يقتضي الموقف، دون تحفظ، أو قيود.
 
وانطلاقا من هذه المسؤولية المهنية سارعت القناة لتغطية القضايا المتصلة ليس فقط باليمن، والإقليم، بل بالقضية الرئيسية للأمتين العربية والإسلامية، وهي قضية فلسطين، وما يجري في غزة، فحولت القناة تغطيتها بشكل كامل نحو فلسطين، وسخرت برامجها، ومنصاتها، ونوافذها، لتسليط الضوء على العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، منذ اللحظة الأولى، رغم المخاطر في هذا الجانب، ولعل أبرزها فقط القيود المفروضة على المحتوى الفلسطيني في وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت المهرية أول قناة يمنية تهتم بالقضية الفلسطينية، سابقة بذلك قنوات، اهتمت مؤخرا بهذه القضية.
 
في نفس المسار، هناك ما يتعلق بحضور القناة في السوشيال ميديا، وهي العلامة اليوم على الحضور والتأثير، فخلال فترة وجيزة استطاعت القناة أن تحقق حضورا جماهيريا بمختلف منصاتها، ويتضح ذلك من أعداد المشتركين التي ترتفع سنة بعد أخرى، رغم عمرها الحديث، وما كان ذلك ليتحقق لولا الجهود المكثفة في هذا الجانب، والرؤية الواضحة، والمحتوى الخاص والمميز الذي تقدمه القناة بكافة برامجها وأخبارها، ويلبي ويشبع حاجة الجمهور للمعلومة والخبر، من مختلف الزوايا، ومن كل اليمن.
 
وثمة أمر لا يعرفه الكثيرون عن المهرية كقناة ومؤسسة ومشروع، فهي ليست مجموعة أجهزة يعمل عليها الموظفين، بل إن هؤلاء الموظفين والعاملين فيها كانوا محور اهتمام رئيسي من إدارة القناة منذ اليوم الأول، فموظفي المهرية هم الوحيدون من بين جميع العاملين في القنوات اليمنية بتركيا يحملون إقامة عمل صادرة من الجهات التركية الرسمية، ويعملون بشكل قانوني، دون أي خوف من مضايقات، أو التهديد بالرحيل، وينطبق الأمر عليهم، وعلى أسرهم، وهذه الميزة لن يستطيع معرفة قيمتها إلا المقيمين في تركيا، وتوفر للموظف التأمين الصحي، والمعاش التقاعدي، وعدة امتيازات لمن يحملها في تركيا، وهي بالمناسبة تؤهل حاملها لمن يعمل لسنوات في تركيا الحصول على الجنسية التركية، وهناك عدة موظفين في المهرية حصلوا على الجنسية التركية بسبب عملهم في المهرية، وحصولهم على إقامة العمل الحكومية، وهي ميزة تنفرد بها المهرية على سائر القنوات اليمنية في تركيا.
 
واتصالا بموضوع الموظفين تحديدا، فللمهرية طاقم من العاملين الذين يتوزعون على مختلف المدن اليمنية، ويعملون بانسجام في بيئة آمنة ونظيفة، وخالية من التكتلات الشللية، وهي أيضا ميزة، انعكست على مستوى الحضور والأداء والعطاء.
 
كانت هذه مجرد إيضاحات سريعة، لمواضيع رئيسية عن المهرية، أحببت نقلها لمن يريد أن يعرف بعض التفاصيل عن القناة، وهي ليست ردود على افتراءات البعض، وتدليسهم المستمر، وهناك فرق بين من يتحدث عن القناة بجهل، ومن يوجه سهامه بحقد وخصومة، وافتراء.
 
وفي الأخير ستبقى المهرية قائمة وحاضرة، ومستمرة في رسالتها، وأدائها، بفضل وضوح رؤيتها ومسارها، وحرص وتميز قيادتها، وإخلاص موظفيها، وانتمائها لليمن الكبير، ولن تضرها أصوات الضجيج، وتشويش المغرضين.
 

المزيد من عامر الدميني