آخر الأخبار

مجلة جاكوبين: الحرب الأمريكية على اليمن تمرين عبثي ومناورة عسكرية بلا جدوى (ترجمة خاصة)

غارات أمريكية بريطانية على اليمن - أرشيف

غارات أمريكية بريطانية على اليمن - أرشيف

المهرية نت - ترجمة خاصة
الأحد, 03 مارس, 2024 - 05:44 مساءً

نشرت مجلة جاكوبين الأمريكية المتخصصة في الشأن السياسي، مقابلة مع هيلين لاكنر التي تعد من أبرز الخبراء في الشأن اليمني، سلّطت فيها الضوء على الشأن اليمني، والحرب التي تشنّها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن منذ يناير الماضي؛ عقب هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، وسفن الولايات المتحدة وبريطانيا.

 

وقالت هيلين لاكنر، التي عاشت في اليمن لـ 15عاماً، إن الهدنة في اليمن ظلت قائمة وصامدة، وتقدّمت المفاوضات المباشرة بين السعوديين والحوثيين بشكل ملحوظ، ورغم بقاء بعض القضايا العالقة آنذاك، إلا أن الأمور الأساسية قد تم الاتفاق عليها على ما يبدو.

 

وتابعت: "التنازل الرئيسي الذي يبدو أن الحوثيين قدموه هو سماحهم للسعوديين بتوقيع الاتفاقية كوسطاء وليس كطرف، كانت هذه قضية مهمة جدًا لأنه باعتبارهم طرفاً، كانوا سيُحاسبون على الاتهامات والهجمات بشأن جرائم الحرب العديدة التي وقعت، خاصة بين عامي 2015 و2020م.

 

ورأت لاكنر أنه مع تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، من الصعب بمكان تخيل كيف سيقوم السعوديون بإجراء التحويلات المالية في الوقت الحالي، إذا كانت الاتفاقية لا تزال قابلة للتنفيذ، وتلك بالطبع قضية مختلفة تمامًا.

 

وتابعت: لو تم ذلك، لكانت هذه الاتفاقية قد وضعت المسمار الأخير في نعش الحكومة المعترف بها دوليًا التي يمثلها حاليًا رسميًا مجلس القيادة الرئاسي، وأبرزت مدى ضعفها، هذه الحكومة كانت ستُهمش تمامًا على الرغم من أن الاتفاقية كانت ستُبرم مباشرة بين الحوثيين وبين مجلس القيادة الرئاسي بما أن السعوديين سيوقعون كوسطاء... أُبلغ مجلس القيادة الرئاسي ببنود الصفقة وماذا سيوقعون عليه، لم يتم التشاور معهم؛ لقد تم إبلاغهم فقط. 

 

ومضت قائلة: كان هناك وضع مماثل للمبعوث الخاص للأمم المتحدة وجميع الأعمال التي كان يقوم بها. سيتم إعطاء مكتبه القضايا المتبقية لحلها من خلال مفاوضات داخلية يمنية تتمثل مهمتها في حل القضايا طويلة الأجل. وبحكم بنود الاتفاق، فإن هذا الإطار كان سيقضي أيضًا على قوة الحوثيين وهيمنتهم.

 

وعن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر قالت هيلين لاكنر: أعتقد أنني أستطيع أن أتحدث عن سبب قيام "الحوثيين" بما يفعلونه من أجل غزة، لكن من الصعب جداً بالنسبة لي في هذه المرحلة مناقشة لماذا لم يقم الآخرون بما قام به الحوثيون؟!.

 

وتابعت: "من الناحية الأيديولوجية، يلتزم الحوثيون التزاما راسخا بدعم فلسطين. ينطبق هذا أيضًا على أي يمني تتحدث إليه، بغض النظر عن الجانب السياسي الذي ينتمي إليه".

 

وقالت: سيكون من الصعب للغاية العثور على يمني مؤيد لإسرائيل. قد تجد واحد أو اثنان، لكنهم عناصر هامشية للغاية من فصيل المجلس الانتقالي الداعي لانفصال الجنوب، بشكل عام، إذا كنت تتحدث عن اليمنيين، فهم مؤيدون جدًا لفلسطين.

 

وسردت لاكنر مواقف اليمن إلى جانب فلسطين منذ إنشاء الكيان الإسرائيلي، باستثناء حديث بعض الانفصالين الجنوبيين عن تطلّعهم لزيارة الكيان الإسرائيلي، وقالت: باعتقادي أن هذا يعود إلى حد كبير إلى ارتباطهم بالإمارات العربية المتحدة التي لديها اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.

 

وأشارت إلى أن الناس يدعمون إلى حدٍّ كبير ما يفعله الحوثيون، ببساطة لأنهم بادروا بفعل شيئًا ما، ولم تكن فقط مبادرة، في الواقع كانت أكثر، فقد قاموا بإجراءات فعلية ومؤثرة، كإلحاق أضرار جسيمة بسفينة الشحن المسجلة ببريطانيا، والتي كانت أول إصابة مباشرة منذ الاستيلاء على السفينة جالاكسي ليدر في نوفمبر من العام الماضي. 

 

وتابعت: في الوقت نفسه، يشعر الناس بالقلق لأن هذا أدى إلى عودة الغارات، فحتى عام 2022، كانوا يقصفون من قبل السعوديين، والآن يقصفهم الأمريكيون والبريطانيون. مما أسمعه من الناس على الميدان، فإن القنابل التي تسقط على اليمن الآن اشد قوة وتخلق دمارًا أكبر بكثير مما تم إسقاطه في وقت سابق.

 

وقالت: لذلك من الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق إزاء ذلك، وهناك أمثلة تم الإبلاغ عنها لأشخاص يحاولون منع الحوثيين من وضع قاذفات في مناطقهم لأنهم لا يريدون أن يتم استهدافهم بالغارات.. إنه موقف مشوب بالحيرة. أعتقد أن الناس داعمون، لكنهم في الوقت نفسه يخافون - ليس فقط من القصف المباشر والأضرار المادية والوفيات التي تنتج عنه، بل أيضًا من الآثار الجانبية.

 

وقالت: النقطة المهمة الأخرى التي يجب ملاحظتها هي أن دعم ما يفعله الحوثيون لا يقتصر فقط على المناطق التي يسيطرون عليها. فهم أساسا لا يتمتعون بشعبية كبيرة، الناس لا يحبون أن يحكمهم الحوثيون.. أسلوب حكمهم استبدادي للغاية واستغلالي. يتم فرض الضرائب على الناس وإجبارهم على دفع ثمن كل شيء، وهناك محسوبية وتحيّز قوي لصالح مؤيدي الحوثيين، مع اهتمام ضئيل بالسكان ككل.

وأضافت: ومع ذلك، عزّزت الحملة ضد الشحن البحري في البحر الأحمر شعبيتهم بشكل كبير داخل اليمن، سواء في المناطق التي يحكمونها أو في أجزاء أخرى من البلاد، وكذلك خارج البلاد في جميع أنحاء العالم العربي.

 

وقالت: لو سألت شخصًا في الشارع خارج اليمن، حتى في مظاهرة مؤيدة لفلسطين، أن يخبرك عن منهم الحوثيون قبل السابع من أكتوبر، لكان ردهم على الأرجح، "عن ماذا تتحدث يا تُرى؟" الآن، بات الكل يعرفهم، وهذا يجعلهم يشعرون بأنهم أكثر قوة وفعالية.

 

 

واعتبرت لاكنر أن السعودية والإمارات يحاولون التملص من الأمر والبقاء خارج الصراع. حيث طلبت السعودية من الولايات المتحدة وبريطانيا التحلي بضبط النفس. بينما أخبرت الإمارات الولايات المتحدة أن لا تستخدم قواعدها لشن هجماتها. حتى الآن، تحلق الطائرات البريطانية من قاعدتهم الخاصة في قبرص، بينما تحلق الطائرات الأمريكية من حاملات للطائرات أو من مسافات أبعد.

 

وتابعت: تجنبت الدول الإقليمية التدخل المباشر في الهجمات. ومن الجدير بالذكر سلطنة عُمان، حيث كانت الوسيط الرئيسي في اليمن، لاسيما منذ تهميش المبعوث الخاص للأمم المتحدة. وقد رفض العمانيون بشكل قاطع دعم أمريكا وأكّدوا أنهم لا يؤمنون بهذه العمليات العسكرية الجديدة.

 

وعن ارتباط الحوثيين بإيران تقول هيلين لاكنر: إن الحوثيين وحماس وحزب الله يعتبرون أنفسهم جزءًا من محور المقاومة: ولا يمثل ذلك إهانة بالنسبة لهم، بخلاف ما اذا تم الحديث عن كونهم "مدعومين من إيران". إذا نظرت إلى هذه المنظمات، تجد أن لكل منها علاقة مختلفة تمامًا مع إيران. البعض أقرب من البعض الآخر. في بعض الحالات، يمكننا الحديث عن تحالف، بينما في حالات أخرى، توجد علاقة التبعية بشكل أكبر بين إيران ونشاط تلك الجماعات.

 

 

وتقول: يُرجّح الكثيرون، وأعتقد أن ذلك صحيح، أن حزب الله يتمتع بعلاقة وثيقة مع إيران مقارنة بأي طرف آخر وتتسم هذه العلاقة بالتبعية. وفيما يخص حماس، فمن الواضح أنها لم تبلغ الإيرانيين بما ستفعله في أكتوبر الماضي، وتشير عدة تقارير إلى وجود انقسام في الرأي الإيراني حول هذا الموضوع. وبالمثل، إذا نظرنا للعراق، سنجد اختلافًا في قرابة المنظمات العراقية بإيران. ولا أملك المعرفة الكافية عنهم لأقدم تحليلًا مُفصّلًا.

 

 

وتابعت: أما إذا نظرت إلى العلاقة بين الحوثيين وإيران قبل الحرب التي بدأت رسميًا في عام 2015، في حين كان الحوثيون يقاتلون نظام علي عبد الله صالح، ستجد أن العلاقة بينهم وبين إيران لم تكن قوية، بل كانت محدودة للغاية، وحاول صالح إقناع الولايات المتحدة بأن إيران هي السبب وراء كل ما يجري، لكن أمريكا اعتبرت ذلك كلامًا فارغًا. وبغض النظر عن ذلك، فقد شهدت العلاقة تقاربًا كبيرًا منذ عام 2015.

 

وقالت: ينتفع الحوثيون من بعض المعدات التقنية الإيرانية المتطورة لطائراتهم المسيرة وصواريخهم. ما مقدار هذه المعدات التي تأتي مباشرة من إيران وكم هي المعدات التي يتم بناؤها من قبل الحوثيين أنفسهم بناءً على مخططات إيرانية؟ سؤال من الصعب أن اجيب عليه. لكن من الواضح أن الصواريخ والطائرات المسيرة تحظى بدعم فني إيراني إلى حدّ ما. ومن الجليّ أيضًا أن الحوثيين تعلموا الكثير ولم يعودوا بحاجة إلى نفس القدر من الدعم الفني كما كانوا في السابق.

 

وتابعت: من الواضح أن مصطلح "الوكالة" له دافع سياسي. لدينا نظرة سائدة الان حيث يُنظر لإيران بوصفها شرا خالصا وسرطاناً خبيثاً في عالمنا، وبالتالي لايحب أي طرف بأن يُوصف بأنه "مدعوم من إيران". لكن من المهم أن تكون لدينا رؤية أكثر واقعية لما يحدث بالفعل.

 

ورداً على سؤال حول تأثير تحرك الولايات المتحدة وبريطانيا قالت هيلين لانكر: أعتقد أن التأثير العسكري لُخص بشكلٍ جيد من قبل جو بايدن نفسه عندما سُئل: "هل تجدي الضربات على الحوثيين نفعًا، وهل ستستمر؟" كانت إجابتُه على السؤال الأول "لا"، وعلى الثاني كانت "نعم". آخر تصريح سمعتُه من مسؤول حكومي أمريكي هو أنهم يأملون في إضعاف قدرة الحوثيين العسكرية بمرور الوقت.

 

وأضافت: لابد أن الولايات المتحدة قد دمّرت الكثير من قدرات الجماعة، وقتلت عددًا قليلًا من عناصرهم. لكن من ناحية أخرى، ومن وجهة نظر أنصار الله، ليس بالضرورة أن يكونوا قادرين على ضرب سفينة وإلحاق الضرر بها. كل ما عليهم فعله هو التهديد. ولتحقيق ذلك، فإن الطائرات المسيرة والصواريخ المصنعة محليًا تعد كافية تمامًا. ليس لدي أدنى فكرة عما إذا كان السلاح الذي ضرب السفينة البريطانية مؤخرًا متطورًا من عدمه.

 

وترى لاكنر أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ستستمر، لكنها لن تمنع الحوثيين من إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ على السفن. أما على الصعيد السياسي، فقد كان لها تأثير سيء بالتأكيد لسمعة الولايات المتحدة وبريطانيا داخل اليمن بين الجميع تقريبًا، باستثناء القلة القليلة ممن يدعون إلى تمديد هذه الحملة.

 

 

وأضافت: على المدى المتوسط إلى الطويل، لا أعتقد أن ذلك سيؤثر بشكل خاص على الوضع فيما يتعلق بالاتفاقية التي قد تنهي الحرب الأهلية في اليمن، ويرجع ذلك في الأصل إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تشكلا أهمية كبيرة في هذه المفاوضات في المقام الأول. التأثير الرئيسي سيكون على الدعم الإنساني لأن مشاركة الولايات المتحدة في هذا المجال مهمة، وبريطانيا أيضًا تلعب دورًا ملحوظًا، وإن لم يكن مثيرًا للإعجاب بشكل خاص.

 

وأشارت الخبيرة في الشأن اليمني إلى وجود أزمة خطيرة على الصعيد الإنساني في اليمن. فالمناطق الأكثر احتياجًا هي تلك التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، والتي يسكنها أيضًا 70٪ من السكان. حيث يعيش غالبية المحتاجين للمساعدة الإنسانية تحت سيطرة الحوثيين، مما يسبب تداعيات كبيرة.

 

وقالت: يخلق ذلك الكثير من المشاكل للقطاع الإنساني، لأن الحوثيين يصعبون العمل للغاية ويبذلون قصارى جهدهم للسيطرة على المساعدات الإنسانية، وتوجيهها أكثر نحو من يدعمونهم. وكذلك يتم اتخاذ إجراءات مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد تقع تحت سيطرة خصومهم، لكن هذه هي العوامل ذات الصلة في الوقت الحالي.

 

ولفتت لاكنر إلى ما يشهده الاقتصاد اليمني من انهيار مستمر، وقالت: يمتلك الحوثيون دخلاً منتظمًا كبيرًا من الرسوم الجمركية والضرائب التي يفرضونها على الجميع. ولا تقتصر الرسوم والضرائب على الواردات التجارية فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الواردات الإنسانية. يتم استيراد تسعين بالمائة من المواد الأساسية في اليمن مثل الأرز والقمح. وقد كانت البلاد مكتفية ذاتيا إلى حد كبير ببعض السلع مثل الخضار وبعض اللحوم، لكن يتم استيراد الأغذية الأساسية في الغالب.

 

وقالت: يجب أن نتحدث أيضًا عن تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثيين كجماعة إرهابية عالمية بشكل خاص. ويترتب على هذا التصنيف تداعيات خطيرة على الأزمة الإنسانية، لأن الآلاف - وربما مئات الآلاف - من الأسر اليمنية التي تشكل التحويلات المالية من أقاربهم وأصدقائهم دورًا رئيسيًا في مساعدتهم على البقاء على قيد الحياة.

 

وأضاف: يعيش هؤلاء المهاجرون بشكل أساسي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، بالإضافة إلى وجود مجتمعات يمنية كبيرة في بريطانيا والولايات المتحدة وبشكل أقل في دول أخرى مثل فرنسا.

 

وأشارت لاكنر إلى إعلان "ويسترن يونيون" مؤخرًا أنها ستوقف تحويلات الأموال إلى اليمن عبر شبكتها، مما سيؤثر على من يرغبون في إرسال الأموال لأسرهم. لقد واجهوا بالفعل صعوبة كبيرة في إرسال الأموال إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عبر أنظمة الخدمات المصرفية، وستكون هذه خطوة إضافية تزيد الأمور صعوبة عليهم.

 

وعن احتمال حدوث أي تطورات جديدة تقول هيلين لانكر: أشعر أن الحوثيين كانوا واضحين جدًا: "سنوقف مهاجمة السفن في البحر الأحمر عندما تنتهي حرب غزة ويُسمح بدخول الإمدادات الإنسانية إليها". إذا تم حلّ تلك الحرب، أعتقد - وأعرف آخرين يتفقون معي في هذا الرأي - أن الحوثيين سيوقفون هجماتهم على الشحن البحري. 

 

وأضافت: مع ذلك، من الصعب جدًا التنبؤ بما إذا كان بإمكان أي شيء أن يحدث في الأشهر القليلة المقبلة في جبهة غزة. وفي رأيي، لن يحدث شيء حتى يتمكنوا من استبدال رئيس الوزراء الإسرائيلي بشخص أكثر عقلانية، لكنني لا أرغب في تحديد مدى احتمال حدوث ذلك.

 

وتابعت: "وإن حدث خلاف ذلك، أعتقد أن الوضع الحالي سيستمر، وستتدهور الظروف المعيشية للناس في اليمن أكثر. وأشك في أن الولايات المتحدة بريطانيا ستفعلان ما يطلب منهم مجلس القيادة الرئاسي. قد يكون هناك بعض الدعم الإضافي للمجلس ضد أنصار الله، ولكنه ليس كبيرًا، وربما لا يكفي للتغلب على الحوثيين.

 

وترى لاكنبر أن "القوة العسكرية للحوثيين كبيرة جدًا بحيث لا تستطيع حكومة مجلس القيادة هزيمتهم، خاصة وأنها ككيان لا يزال منقسما على ذاته، فلديهم سبعة نواب للرئيس، وذلك لأنهم يمثلون عددًا من الفصائل المختلفة التي تقضي وقتًا أطول في الخلاف مع بعضها البعض أكثر من تركيزها على كيفية مواجهة الحوثيين، وعلى المدى القصير والمتوسط، فإن احتمال تطوير مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليًا قدرتها على هزيمة الحوثيين أمر ضئيل للغاية".

 

وقالت: في حال استقرت الأوضاع بأي شكل من الأشكال في الشرق الأوسط، ستكون هناك محاولة لاستئناف الاتفاق بين الحوثيين والسعودية، الأمر الذي يعيد اليمن إلى سابق عهدها الذي كانت عليه في عام 2015 لو لم يتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في الحرب الأهلية.

 

وأشارت أن السعوديين يتحدثون الآن عن إحياء خطة السلام العربية لعام 2002 وطرحها كحد أدنى لهم. إن نجحت هذه الخطة بمعجزة، مع تشكيل دولة فلسطينية بناءً على حدود عام 1967، فإن ذلك سيغير إلى حد كبير الصورة الشعبية للسعودية في العالم العربي، الأمر الذي سيؤثر أيضًا على الوضع في اليمن إلى حد ما.

 

في الوقت نفسه تقول الخبيرة في الشأن اليمني؛ تقوّض الإمارات الجهود السعودية للتوصل إلى حل للصراع في اليمن. فهناك احتمال مستمر للتنافس بين الدولتين، مما سيحول دون التوصل إلى حل إيجابي للأزمة اليمنية.

 

وأضافت: إن اعادة إنعاش اتفاق بين الحوثيين والسعوديين وتحقيقه واقعًا ملموسًا سيترك أمام مبعوث الأمم المتحدة الخاص وغيره مهمة صعبة تتمثل في الوساطة بين الفصائل اليمنية في وقت تكون فيه قيادة الحوثيين في ذروة قوتها. 

 

واختتمت بالوقل: تجلى عناد الحوثيين لمدة عقد من الزمن. ومع دورهم الذي لعبوه مؤخراً، وتأثيرهم على الساحة العالمية والغرور المصاحب لذلك، فإن احتمال تقديمهم تنازلات، وإفساح المجال لرؤى أخرى لمستقبل اليمن غير رؤيتهم الخاصة سيكون أضعف احتمال مطروح على الطاولة.

 

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا

 

 


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات