آخر الأخبار

مشاورات اليمنيين في الرياض..لماذا يجدها المتابعون خطوة عبثية؟!

جانب من حضور المشاورات

جانب من حضور المشاورات

المهرية نت - تحليل خاص
الخميس, 31 مارس, 2022 - 05:00 مساءً

منذ أُعلن عن المشاورات اليمنية الحالية في "الرياض" من قبل مجلس التعاون الخليجي، تدفقت ردود الفعل السلبية من المتابعين اليمنيين، خصوصاً أولئك المتواجدون داخل البلاد والذين يجدون الوضع أعقد من أي مشاورات من هذا النوع، ويتطلب مقاربات أكثر استيعاباً لحقائق الواقع.

 

المشاورات التي انطلقت صباح أمس الأربعاء بحضور المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن تهدف،  حسب إعلان الأمانة العامة للتعاون الخليجي، إلى إيقاف الحرب والتوصل إلى السلام في اليمن، وهو هدف لا يبدو معقولاً بالنظر إلى أن الحوثيين كطرف في الحرب قد رفضوا المشاركة في المشاورات واستمروا في عملياتهم العسكرية للسيطرة على مدينة "مارب"، أهم معاقل الحكومة اليمنية الشرعية في البلاد، وذلك على الرغم من أن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أعلن تعليق عملياته العسكرية ضدهم في اليمن "لإنجاح المشاورات".

 

وتوسعت الانتقادات أكثر بعد معرفة الشخصيات المشاركة في المشاورات والتي تضمنت حشداً كبيراً من الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل والمقيمين خارج اليمن، وهو ما يعكس حسب المعلقين غياب جدية التعاون الخليجي في التوصل إلى نتائج فاعلة.

 

كما أن عجز "الرياض" عن الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي من أجل التجاوب وتنفيذ "اتفاق الرياض" الموقع بينه وبين الحكومة اليمنية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 جعل القفز إلى مشاورات وتوافقات جديدة يبدو وكأنه ضرب من العبث، وساهم في تقويض الثقة في قدرات الخليج عموماً على ممارسة دور الراعي للاتفاقيات اليمنية.

 

وكانت الجلسة الأولى من المشاورات والتي تمت بالأمس كافية لإظهار العجز الخليجي عن احتواء الفرقاء اليمنيين حتى عند استثناء الحوثيين، حيث خرج الانتقالي المدعوم إماراتياً عقب الجلسة لرفض حديث الأمين العام لمجلس التعاون عن المرجعيات الثلاث الأساسية لحل الأزمة اليمنية والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي 2216.

 

"من حيث هي مشاورات تتطلع إلى إرساء السلام في اليمن فهي محكومة بالفشل طالما لم يشارك فيها الطرف الذي أشعل الحرب في الأساس ولا يزال يحشد قواه لمزيد من المعارك " يرى الكاتب والناشط السياسي عبد الله شروح في إشارة إلى رفض جماعة الحوثيين الذهاب إلى العاصمة السعودية للمشاركة في النقاشات.

 

وكان المتمردون الحوثيون الموالون لإيران قد هاجموا السعودية ب 16 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة ملغومة، وتسببت الهجمات بحرائق هائلة نتيجة لاستهداف خزانات وقود تابعة لشركة أرامكو، في رد عملي على التعاون الخليجي لهم للقدوم إلى "الرياض" والانخراط في المشاورات مع بقية القوى اليمنية.

 

واشترط الحوثيون من أجل المشاركة في المشاورات أن تُجرى في مكان "محايد" غير الرياض، كما رفضوا الالتزام بالهدنة التي أعلنها التحالف بالأمس مطالبين برفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة.

 

تخبط سعودي

ويُجمع كثير من المتابعين على أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي ليست سوى غطاء لرغبة السعودية في الوصول إلى أي نوع من التسوية مع الحوثيين، خصوصاً مع تعذر محادثاتها السرية مع الحوثيين والتي تعود إلى السنوات الأولى لتدخلها في اليمن في 2015.

 

وفي هذا السياق اعتبر المحلل السياسي "عبد القادر الجنيد" أن المملكة وراء مبادرة مجلس التعاون وأن ذلك يعكس تخبط "الرياض" في الملف اليمني، فرغم أنها تعرف مدى الخطر الحوثي الإيراني عليها .. لكن المملكة قد ارتبكت في مواجهة إيران.

 

وتابع " الجنيد"، وهو دكتور يمني يقيم حالياً في "كندا" ومعتقل سابق لدى الحوثيين، في منشور مطول له على صفحته في فيسبوك "لا ندري ما هي خطوة السعودية التالية في حرب اليمن، وربما حتى السعودية نفسها لا تدري ماذا يجب أن يكون دورها في الأيام القادمة في حرب اليمن".

 

سلام بالتمني

ولا يبتعد " شروح" كثيراً  في تفسير الموقف السعودي هذا،  حيث أوضح في تصريحه لـ"المهرية نت" أن إنهاء حرب ما لا يأتي فقط هكذا لمجرد الرغبة والتمني .. هناك منطق لكل شيء". متابعاً " تنتهي الحرب حين تنتهي أسبابها أو حين ينتصر أحد أطرافها انتصاراً كاملاً وحاسماً . ما دون ذلك محض حلم رومانسي".

 

المملكة كانت قد لجأت في أبريل /نيسان من العام الماضي إلى التفاوض مع إيران مباشرة، غير أن أربع جولات من المداولات التي استضافتها "بغداد"، لم تفض إلى أي من أهداف "الرياض" التي يأتي في طليعتها إيقاف الضربات الصاروخية للحوثيين على المنشآت داخل حدود السعودية.

 

 ويفترض غالبية المشاركين في المشاورات والمساندين لها أن الهدف هو توحيد صف المناوئين لجماعة الحوثيين وتركيز جهودهم على هزيمة الجماعة المتمردة، غير أن هذا الافتراض غير مدعوم في أي  مما صدر عن مجلس التعاون الذي حرص على توجيه دعوة ثانية للمتمردين قبل انطلاق المشاورات.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية