آخر الأخبار

زيارة المبعوث الأممي لتعز... استغلال لملف الحصار لا أكثر!

الاربعاء, 14 فبراير, 2024

تأتي زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة تعز في الوقت الذي تعيش فيه المدينة أسوأ حالاتها تعقيدا، انهيار في الجانب الاقتصادي وتدهور في الجانب الصحي للمواطنين واستمرار الحصار المفروض من قبل الحوثيين على هذه المدينة التي تكبدت الكثير من المواجع منذ اندلاع الحرب، ناهيك عن حوادث القنص المستمرة من قبل الحوثيين على الأبرياء من أطفال تعز ونسائها.
 
تثير هذه الزيارة تساؤلات كثيرة حول ماذا ستكسب المدينة منها؟، ولم جاءت بهذا الوقت بالتحديد؟ ولو تمعنا قليلا في الأمر لوجدنا أن هذه الزيارة هي الثانية لتعز، ثم أن الزيارة الأولى مضت ولم تأت بنتائج حقيقة يلمسها المواطن في هذه المدينة، لكنها كانت زيارة عابرة خرج المبعوث الأممي من المدينة كما دخلها وفي وجهة النظر ذاتها، في الوقت الذي غسل فيه أبناء المدينة أيديهم من أي مبادرة.
 
إن حدوث مثل هذه الزيارة بهذا الوقت الذي تشهد فيه اليمن تصعيدا في البحر الأحمر من قبل الحوثيين وعنتا كبيرا من قبلهم بالاستمرار في التصعيد، هذا الأمر يوضح وبشكل جلي أن هذه الزيارة جاءت فقط للفت انتباه الحوثيين إلى زاوية أخرى، وكأن المبعوث الأممي يخبر الحوثيين بطريقة أخرى أن ملف تعز سيكون محور اهتمام الأمم المتحدة- هذه المرة- وسينظر له بعين الاهتمام إذا لم ينته سلفكم في البحر الأحمر!
 
ولو جئنا للحقيقة سنجد- أيضا- أن ملف تعز مطروح على طاولات المفاوضات منذ بدئها في ستوكهولم وغيرها؛ لكن هذا الملف لم يطرأ عليه أي جديد يذكر؛ بل بالعكس من ذلك فقد كان مهمشا تهميشا متعمدا من قبل الأمم المتحدة والعالم المتابع، على الرغم من أن هذا الملف هو ملف إنساني من الدرجة الأولى؛ كيف لا ومدينة مثل تعز تحمل هذه الكثافة السكانية الكبيرة تعاني من الحصار الخانق لتسع سنوات يعيش الناس فيها بمرارة لا توصف؟
 
قد يتفاءل البعض من أبناء تعز بهذه الزيارة من أولئك الغرقى الذين يبحثون عن قشة يتمسكون بها لتكون نجاتهم عن طريقها، لكن الحقيقة أن هذه الزيارة لن تكون إلا كسابقتها؛ لن تأتي بجديد غير الخذلان، وإلا إذا كانت هناك نية حقيقية ونظرة حقيقة لملف تعز لما استمر إلى هذا الزمن وهو متروك بأدراج التجاهل والتماهي، وهو الملف الإنساني بامتياز... الأمم المتحدة لم تنجح بأي مبادرة في ملفات كثيرة كيف ستنجح اليوم بمجرد زيارة لا تسمن ولا تغني من جوع.
 
ما أريد قوله هو: لا تجعلون ملف تعز ورقة استغلال ترجعون لها كلما وجدتم أن فيها مناقصة جديدة، لا تستغلون أوجاع الملايين من أبناء مدينة تعز لتحققوا مآربكم التي لا حصر لها، إنقاذ خارطة الطريق أو العمل لإحلال السلام في اليمن ينبغي أن يكون نابعا من قلوب صافية وأفعال جادة، ثم إن ملف تعز يحتاج ضغط على الحوثيين من أجل فك الحصار وهذا الأمر لا يكلف الكثير ولا يتطلب الكثير من الوقت والجهد إن كانت هناك نية حقيقية تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين.

المقال خاص بالمهرية نت
 

المزيد من إفتخار عبده