آخر الأخبار

"الانتقالي" و"تحرير " الجنوب عن طريق تسليمه للمحتلين

أحد عناصر الانتقالي الجنوبي رافعاً علم التشطير - أرشيفية

أحد عناصر الانتقالي الجنوبي رافعاً علم التشطير - أرشيفية

المهرية نت - تحليل خاص
الخميس, 04 فبراير, 2021 - 12:18 مساءً

 

عاود المجلس الانتقالي الجنوبي تأييده لسياسة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت الإمارات قد تبنتها وروجت لها خلال العام الماضي 2020 ، قبل أن تتوجها رسميا بتوقيع اتفاقيات سلام وتعاون في أغسطس من العام نفسه .

 

وظهر رئيس المجلس ، عيدروس الزبيدي ، أمس الأول الثلاثاء على فضائية " روسيا اليوم " ليؤكد استعداد مجلسه للتطبيع مع اسرائيل إذا حدث وتحقق الاستقلال لما سماه "دولة الجنوب " ، وهو ما يعني ضمنيا استدعاء اسرائيل لدعم المجلس في تنفيذ مشروعه الانفصالي .

 

وعلى الرغم من نفي الزبيدي لوجود اتصالات حالية بين المجلس وتل أبيب ، إلا أن مواقع إخبارية عالمية كانت في الأشهر الأخيرة قد أوردت معلومات عن حضور اسرائيلي في جزيرة سقطرى الواقعة جنوب شرقي اليمن ، والتي تخضع حاليا لسيطرة كل من دولة الإمارات وحلفائها في المجلس الانتقالي بعد أن تمكنت قواتهما من طرد السلطات الشرعية للمحافظة في منتصف العام الماضي .

 

ولا تعد هذه التصريحات هي الأولى من نوعها حول ، حيث كان هاني بن بريك ، نائب رئيس الانتقالي ، قد سبق رئيسه الزبيدي إلى إعلان مباركة المجلس للتطبيع مع اسرائيل في أغسطس الماضي ، ليكشف بذلك ، ولأول مرة ، عن نية المجلس  المراهنة على الكيان الصهيوني لإنجاز الانفصال .

 

ولاقت تصريحات الزبيدي الكثير من ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية المنددة ، والتي استنكرت سياسة المجلس الذي لم تعد مساعيه وطموحاته السياسية ، حسب هذه الردود، تعرف أي خطوط حمراء أوتستند إلى أي مبادئ ، بما فيها المبادئ المعلنة للمجلس نفسه والتي لا ينقطع عن ترديدها مثل " الاستقلال" و "التحرير" و "السيادة " .

 

استقلال عن طريق " الاحتلال"

 

ويأتي الظهور الأخير للزبيدي في المقابلة التي أجرتها معه شاشة " روسيا اليوم " في سياق حملة دبلوماسية للانتقالي استهدفت موسكو مبدئيا،  وفسرها مراقبون على أنها محاولة من المجلس لاستدعاء مزيد من التدخل الأجنبي في جنوب اليمن.

 

 غير أن الأكثر إثارة في حديث الزبيدي الذي أدلى به للفضائية الروسية كان إعلانه الاستعداد للتطبيع مع "إسرائيل " والثناء على الدول العربية التي سبقت إلى هذه الخطوة ، وهو ما جلب على الزبيدي الكثير من الردود المنددة والساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، باعتبار حديثه هذا ينسف ادعاءات المجلس الذي يقدم نفسه كحركة تحرر ونضال من أجل الاستقلال .

 

معلقا على الموضوع، غرد الصحفي الجنوبي شفيع العبد واصفا تصريحات الزبيدي ب "الهرولة " من قبل ما اعتبرهم مغتصبي حقوق أبناء الجنوب نحو مغتصبي الحق الفلسطيني ، مؤكدا على أن هذه السياسة لا تمثل إلا أصحابها .

 

وكان الانتقالي الجنوبي قد عمد منذ تأسيسه إلى مهاجمة الوحدة اليمنية ونادى باستعادة "دولة الجنوب" وصولا إلى تنفيذ انقلاب مكتمل على السلطة الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية عبده ربه منصور هادي في أغسطس 2019 ، وأعقب ذلك بممارسات عنصرية استهدفت المنتمين إلى الجزء الشمالي من البلاد تحت ذريعة "تحرير الجنوب " .

 

غير أن خطوات المجلس "التحريرية " حسب زعمه، كانت مثار شك وأيضا سخرية كثير من المراقبين الذين مضوا يرصدون هذه الخطوات ويعاينونها في ضوء تسليم المجلس للعديد من الموانئ والجزر والمواقع السيادية في الجنوب لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وهو ما مثل بالنسبة لهم دلالة تناقض كبير في نهج المجلس وسياساته .

 

 

وتأتي تصريحات الزبيدي بخصوص التطبيع مع الكيان الصهيوني لتثير مزيدا من الشك لدى مراقبين حول طبيعة القضية التي بتبنى الانتقالي النضال من أجلها ، وهنا يتساءل الباحث اليمني عادل دشيلة في تغريدة على حسابه في تويتر" هل سيكون تسليم أرخبيل سقطرى ، وجزيرة ميون ، والموانئ اليمنية الهامة للكيان الصهيوني وحليفته مقابل الاعتراف بما يسمى بدولة الجنوب؟ وهل ستنجح الإمارات في إقناع المجتمع الدولي بفصل المناطق الجنوبية ؟"


تعليقات
square-white المزيد في محلي