آخر الأخبار

يا أحفاد ثوار سبتمبر في ذكراها الستين؟!

الجمعة, 23 سبتمبر, 2022

نحتفل اليوم بالذكرى 60 لثورة سبتمبر الخالدة , الثورة التي حررت الشعب اليمني من ظلم واستبداد حكم إمامي كهنوتي فردي متخلف , تربع عرش السلطة بمبدأ الاصطفاء الإلهي , والفرز السلالي للبشر ,وتفسير خاطئ لنصوص المقدس , أذاق اليمنيين ويلات العنصرية السلالية ،و عزّز أهمية التخلص من أي نظام شبيه.

  ثورة حطمت حاجز الخوف , وأشعلت الروح الثورية في نفس وعقل الإنسان اليمني , وما تنطوي عليها من فضائل , كتدمير ثقافة السيد والمسود , العبد المعبود , وخزعبلات أحمد ياجناة , تبث في الروح ثقافة الحرية والتحرر والاستقلال , ثقافة وصلت صداها للجزيرة العربية والمحيط الاقليمي , و داعمة لتحرير الجنوب من الاستعمار والسلاطين , وامتدت جدوتها  لشعوب المنطقة  في الجوار .


ثورة رسمت بداية للخلاص من صراعات واقتتال التسيد والهيمنة التي شهدتها البشرية على مدى تاريخها، ليصل لكرسي الحكم فرد دكتاتور عفن ,لتنقل الشعب لنظام جمهوري ,  بإطاره الديمقراطي المدني التعدّدي، أرقى أنظمة الحكم التي توصلت إليها البشرية على امتداد تاريخها السياسي, ليحكم الشعب نفسه بنفسه.

يبقى السؤال المهم هل فعلا ترسخت الجمهورية كنظام سياسي ؟, وهل تحقق المبدأ , وتحقق الحلم , وتعززت الثورة في الثقافة العامة ؟ وتصلبت في وجدان الإنسان الحر الأبي ,الذي لا يقبل التنازل عن حريته المكتسبة , والتنازل عن إنجازات صاغها أجداده بدمائهم وتضحياتهم .
ويبقى السؤال الأهم , لماذا عادت روح التبعية والارتهان للخارج والإمامة في شمال الوطن , وروح السلاطين  في جنوبه ؟
أسئلة مهمة تحتاج لدراسة علمية محايدة , تضعنا أمام مظاهر الفشل الحقيقي ,الذي لن يكون في النظام الجمهوري أو الوحدة اليمنية , بل في المنظومة السياسية والقيادات والنخب التي قادت المرحلة الانتقالية , في الشروخ التي تركت لتتسرب منها التدخلات الخارجية التي أربكت مسار التحول , وسمحت لقوى الخارج التقليدية دعم قوى الداخل , دعم عزز الارتباط العقائدي , والتحالفات النفعية , ودعم القبيلة على حساب الدولة , دعم احاك شباكه على النظام الجمهوري , ويفرغه من محتواه , ليتحول لمجرد راية وشعار , نظام تحكمه لوثة الماضي , و تنخره من الداخل , وتقضي على رموزه وأدواته , لوثة استحكمت بالسلطة , وتسلقت لتعود بمظاهر عدة , نلاحظها اليوم , على صورة دعم عسكري ومالي , وفرز طائفي مناطقي , يدفع لتعزيز ثقافة الامامة والسلاطين .
يبقى الأمل في صحوة وطنية , وأحزاب تعيد ترتيب أوراقها , وتلملم شتاتها , وتحدد معركتها المصيرية , وهي معركة استعادة الجمهورية ضد كل المشاريع الصغيرة الطائفية مناطقية فئوية , لنعيد للثورة روحها والجمهورية وهجها , ليحكم الشعب نفسه بنفسه بديمقراطية حقيقية وتبادل سلمي للسلطة , بإرادة قوية وسيادة أكثر قوة ,والله على ما أقول شهيد .

ولن يتم ذلك دون مراجعة , واعتراف العقل الذي ساهم بالفشل , في ثقافة مراجعة الذات وتحمل المسؤولية التاريخية , الاعتراف بالأخطاء , والوصول لمعالجات جادة , وتجاوز تصدير المسؤولية لظهر الآخر, مما توه الشعب عن معركته الحقيقية , في الدفاع عن إرادته في صياغة القرار والاختيار , لمعارك جانبية تافهة , تزيد من حجم الصراعات والشتات والشروخ , مما جعل الشعب مجرد جماعات تابعة , وأدوات صراع بيد النافذين والسياسيين والأصنام الديكتاتورية , والشعارات البراقة .
ومن هنا نوجه الأسئلة التالية: أين الأحزاب الثورية والتحررية والوطنية ؟ أين أدوات التنمية السياسية ؟ أين مجلس النواب ومجلس الشورى ؟ وأين النخب الثقافية والفكرية و الأكاديمية؟ , أين أحرار وحرائر اليمن , أين الشرفاء وأبناء وأحفاد السبتمبرين  والاكتوبرين الأوائل؟ ؟

  أين أنتم مما يحدث وحدث , أرادوا القضاء على ثورتكم ونضال أسلافكم ,ابائكم وأجدادكم , وأنتم غارقون في صراعات تافهة , تخدم أعداء الثورة والجمهورية والوحدة , والله على ما أقول شهيد.

  *المقال خاص بالمهرية نت