آخر الأخبار

كن لطيفًا  أيها العام الجديد!

الأحد, 02 يناير, 2022

رفقًا بنا أيها العام الجديد فلم نعد نتحمل أكثر، نحن اليوم نستقبلك إجباريًا كما كنا نستقبل الأوجاع والآلام تمامًا في الأعوام السابقة، لم نكن نرضاها لكنها كانت تفرض نفسها علينا  فرضًا وكم كان يطول أمدها وهي تعبث بأجسادنا المتعبة وقلوبنا الجريحة كيفما يحلو لها، تسرح وتمرح وتتوسع حتى تكاد أن تفتك بنا لولا رحمة الإله القدير.
  هل لك أن ترفق بنا أيها العام الجديد؟. لن نسألك غير الرفق بنا وبأطفالنا الذين ينتظرن غدًا أجمل. 
  هل لك أن ترفق بشعبٍ متعبٍ عاش الوجع طيلة سبع سنوات، يقتات من فتات المنظمات، وينام على الأنقاض رابطًا  على بطنه ليقدر على مقاومة الجوع والعطش، يفترش الرمال ويلتحف السماء، يسامر النجوم ليلًا علها تواسيه وتزيح عنه بعضًا من همومه التي أثقلت كاهله، فلا أنيس له بعد الله إلا هي، والأحلام التي تحتضر داخله. 
  هذه الحرب اللعينة لم تدع لنا متنفسًا لنحب الحياة من خلاله، لقد كبدتنا كثيرًا حتى أننا فقدنا القدرة على التحمل وفقدنا الأمل في الحصول على بعض من الراحة والطمأنينة، لكثر العناء الذي تلقيناه. 
  لقد مضى عام 2021 علينا وقد كان أسوأ الأعوام وأوجعها، أكثرها وجعًا وفقدًا وحرمانًا، تلقينا فيه الكثير من الأتعاب والمصائب، جرَّحت فيه الدموعُ الخدودَ ، واستوطنت الأوجاع قلوب المواطنين، وخيم الحرمان على حياة عامة الشعب داخل هذا الوطن الجريح من أقصاه إلى أقصاه، لم يُفرح الشعب فيه شيءٌ يمكن أن يذكر وأن تخلده الذاكرة سوى فوز منتخبنا اليمني وهذا هو الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أجزم  أنه أسعد هذا الشعب وجعله يعيش لحظات فرح ربما لم يعشها من قبل، هذه المناسبة الجميلة التي جعلت الرصاص تطلق في الأجواء حبًا لا حربًا وسعادة لا عناء، وتعبيرًا عن فرحة لا تعبيرًا عن غضب.

  كن لطيفًا بحق السماء أيها العام الجديد، فهذ الشعب لم يرَ اللطفَ طيلة حياته حتى أحس في ذاته أنه قد كتب له أنه من الأشقياء الذين لا يُسعدون على الإطلاق، فكن له قدرًا جميلًا وضيفًا خفيف الظل لا يكلفَ الكثير ولا يُحملَ المضيف ما لا يطيق. 

  لقد غربت شمس 2021 وحل الظلام بعدها  أصبح هذا العام من الماضي، ومن الماضي الأليم تحديدًا، ستشرق شمسٌ ولكن كيف ستكون هذه الشمس، هل ستلقي علينا ضوءها ودفئها، أم أنها ستلقي علينا الغضب الجم، لنكون حينها من الهالكين الذين لا يفقهون شيئا ولا يعقلون. كن لطيفًا أيها العام الجديد ليس لأجلنا؛بل لأجل الأطفال الذين ينتظرون غدًا أجمل فرحين به، يحلمون بمستقبل جميل، فبربك لا تحطم الآمال ولا تكون معول هدم وتخريب.
  المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده