آخر الأخبار

التحالف والمجازفة بانهيار الدولة في اليمن

الإثنين, 09 ديسمبر, 2024

للأسف ما زال التحالف لم يستوعب خطورة المجازفة بانهيار الدولة في اليمن، وما زال متمسكا بسياساته العقيمة، التي أضرت بالدولة أكثر مما أفادتها، ويقدم نفسه واصيا على البلد، من خلال رسم سيناريوهات إعادة صناعة المنظومة السياسية ، بتموضع أدوات مطيعة و تابعة، منظومة تفتقد لمقومات النجاح ، وبالتالي يكون الفشل هو المصير المحتم ، مصير يبقي اليمن تحت الوصاية، والمبرر أنها مصدر توتر وتهديد للمنطقة والعالم.



التعامل مع القضية اليمنية بسياسة العصا والجزرة ، واللعب على التناقضات، والدفع نحو تشكيل أدوات سياسية وعسكرية بولاءات جهوية طائفيه كانت أو مناطقية، هو مجازفة شديدة المخاطر، تبرهن أن التحالف لم يستوعب طبيعة اليمن وأهلها ، فغرق في وحل أعماله.


فالتحالف اليوم لم يعد تحالفا، هو أكثر تفككا من محاولاته تفكيك اليمن، اليمن اليوم تواق للتقارب والتوافق، ونشاهد اللقاءات والتوافقات بين أطراف النزاع، ومحاولات التواصل هو مشهد يعيد حسن النوايا، يبني جسور الثقة و رأب الصدوع والتوافق على وطن يستوعب الجميع ، وإن قرار اليمنيين شيئ سيكون بإذنه تعالى.


مشكلة التحالف لم يستوعب طبيعة الشعب اليمني الصبور والأكثر تحملا، والصبر حكمة عظيمة، واليمني حامل الأسى، ولكنه ذو بأس شديد، إن فقد الصبر سيتحول لبركان ثائر، ولنا في تجارب الثورات اليمنية والانتفاضات شواهد، اليمني إن صبر فهو يترقب ويربط جأشه ليستعد لمعركة قد لا يتوقعها العالم.


من الغباء أن يعتقد التحالف وخلفه الرباعية أنهم أذكى من اليمنيين، وأنهم قادرون على إخضاعهم، من خلال استغلال كم نفر من ذوي المصالح والأنانية، ليصنعوا منهم مرتزقة في معارك وهمية الهدف منها أن يقتل اليمني أخوه اليمني، مما يسهل لهم نهب خيرات البلد واستغلال مقوماتها، وجزيرة سقطرى وميون مثالا.



المواطن اليمني اليوم في الشمال والجنوب يحمل نفس المعاناة، ونتيجة للقيادات التي فرضتها الحرب و استثمرها التحالف والرباعية ، قيادات لم تستوعب فصل الفعل السياسي والمناورات السياسية عن كل ما يمس حياة الناس، والقيم والأخلاقيات والمبادئ الضرورية لتطور أي مجتمع ، وسموّه وقيم العدالة والحريات فيه.



على سلطات الأمر الواقع في الشمال والجنوب أن يستوعب أن الفعل السياسي، يجب أن يراعي الجانب الانساني، ويرسم معالم السعادة، ويبتعد بقدر المستطاع عن معالم الشقاء التي تحكم مصير الأفراد في المجتمع، ولن يكون ذلك دون احترام حقوق الناس السياسية والمدنية، ويحترم عقولهم و وتطلعاتهم.



للأسف من يسيطر على الأرض اليوم، رغم ما يمتلكه من قوة عسكرية ونفوذ سياسي واقتصادي، ودعم خارجي ، يشعر بالخوف من السقوط.



ويقول الفيلسوف السياسي هارولد لاسكي في كتابه تأملات في ثورات العصر: "عندما يتسلط الخوف على حكام مجتمع ما، يبدو أن العقل نفسه أصبح عدوهم"، وبالتالي صار كل ناقد لسياساتهم عدو ، وكلما تعمق الخوف يصم الآذان ، فلا يستمع للنصائح والنقد البناء، يفتقد للرشد ويزداد وحشيه، فيندفع بجنون إلى القيام بأعمال تزداد قسوة، تتحول الانتهاكات، فيسطر تاريخه بدماء الأبرياء وانتهاك حقوقهم ، فيخسر رهان الجماهير وتتآكل شعبيته حتى يسقط سقوطا مدويا.


على التحالف أن يحترم اليمنيين ويتركهم يحددوا مصيرهم ، فلا خوف على اليمن من أبنائها ، والخوف من التدخلات السافرة ، والسيناريوهات السمجة التي يستخدمها التحالف، إذا ما استمر في تدخلاته فعليه تحمل غضب الشعب اليمني، والبادئ أظلم.   



*المقال خاص بالمهرية نت *

خذو العبرة من مستعمرة عدن
الأحد, 12 يناير, 2025
2025 عام الأمل والتجديد
الثلاثاء, 31 ديسمبر, 2024
الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024